الدورة 105 لمؤتمر العمل الدولي

الملاحظات الافتتاحية للمدير العام لمنظمة العمل الدولية أمام قمة عالم العمل

بيان | ٠٩ يونيو, ٢٠١٦
السيدة الرئيسة،
المندوبون،
أيها السيدات والسادة،

أهلاً بكم في هذا الحوار عن فرص العمل اللائقة للشباب.

أتقدم بشكرٍ خاص إلى محاورينا المتميزين ورئيس الجلسة على تواجدهم هنا اليوم.

نحن جميعاً هنا بسبب وجود هاجسٍ يجمعنا هو حال الملايين من الشباب والشابات في العالم الذين يجدون صعوبةً بالغةً في إيجاد عملٍ لائق. فبالنسبة لكثيرٍ منهم، ليس أمامهم من حاضرٍ ومستقبل سوى في الاقتصاد غير المنظَّم.

وأنا أعتقد أننا جميعاً نعلم ما تقوله الإحصاءات، وسنسمع المزيد عنها هذا الصباح.

وكما قلت العام الفائت في تقريري عن مستقبل العمل، ينبغي أن تغدو خبرة الأفراد في العمل إحدى لَبِنات البناء الأساسية في فهمنا لعالم العمل.

ولكن ما الرسالة التي نوجهها إلى الشباب مع استمرار انتشار الفقر في صفوفهم؟ وما هي العواقب بالنسبة للمجتمع عندما لا يرى الشباب أي أفقٍ لمستقبلٍ أفضل؟

نحن نعلم أن الاستثمار اليوم في تشغيل الشباب يعني الاستثمار في حاضر مجتمعاتنا ومستقبلهم. ويجب أن تتمحور التنمية المستدامة حول فرص العمل كماً ونوعاً.

وفي عام 2012، أطلقت الهيئات المكوِّنة لمنظمة العمل الدولية "دعوةً إلى العمل" على استخدام الشباب وأنتم طلبتم أن تتولى منظمة العمل الدولية القيادة.

وكما تعرفون، فقد استجبنا لطلبكم. وفي كثيرٍ من الدول الأعضاء، كان توفير فرص عملٍ للشباب ولا يزال الأولوية القصوى لتعاوننا. ونحن نعمل بدءاً من المستوى العالمي ومجموعة العشرين والمستويات الإقليمية وانتهاءً بالمساعدة الفنية مع هيئاتنا الثلاثية على المستوى الوطني على وضع فرص عمل الشباب على أعلى الأجندة واقتراح إجراءاتٍ عملية للحصول على مزيدٍ من فرص العمل اللائقة لهم.

ومؤخراً، اضطلعت منظمة العمل الدولية في الأمم المتحدة بدورٍ قيادي في تصميم والمضي قدماً بالمبادرة العالمية للأمم المتحدة بشأن العمل اللائق للشباب التي انطلقت في شهر شباط/فبراير من هذا العام. وتقوم المبادرة على شراكاتٍ واسعة وكفؤة وطنياً ودولياً وعلى منهجيةٍ مترابطة ومتعددة الشعب وخاصة بسياقٍ معين. وهي فرصةٌ لتوحيد القوى ورفع مستوى العمل والأثر بتنفيذ تدخلاتٍ فعالة ومبتكرة وقائمة على الأدلة.

وتستند المبادرة إلى أربع ركائز متكاملة هي العمل والتحالف والمعرفة والموارد. وهي توفر قالباً فريداً من نوعه لعقد شراكةٍ جماعية للأم المتحدة بغية دعم جهود الدول الأعضاء الرامية إلى تنفيذ الأهداف الخاصة بتوظيف الشباب والواردة في جدول أعمال التنمية المستدامة 2030.

ومنذ انطلاق المبادرة، تعمل منظمة العمل الدولية وست وكالاتٍ أخرى من وكالات الأمم المتحدة على المستوى الوطني والإقليمي لجعلها تعمل بفاعليةٍ كاملة.

ونحن ندرس اتخاذ تدابير ملموسة في سبيل:
  • تعزيز فرص العمل الخضراء للشباب.
  • دعم الشباب في الريف.
  • تعزيز المهارات الرقمية في صفوف الشباب، ومنهم أولئك المتضررين من الصراعات والهجرة.
ولذلك فقد أتينا إلى هذه القمة بطاقةٍ وعزم متجددين: من أجل الشباب ومع الشباب. ويدفعنا في ذلك إبداع الشباب وقدرتهم على مواجهة الأزمات.

ونحن نتطلع إلى الأفكار التي سيخرج بها هذا الحوار الكريم.

وشكراً لحسن إصغائكم.