أبطال التعاون

آمال بني عواد، منسقة مشروع وطني في منظمة العمل الدولية الأردن

يضم برنامج "أبطال التعاون" زملاء من منظمة العمل الدولية، من جميع أنحاء العالم ممن يعملون في التعاونيات وغيرها من مؤسسات الاقتصاد الاجتماعي والتضامني. ويسلط البرنامج الضوء على مساهماتهم و تجاربهم وعملهم الحالي وتطلعاتهم المستقبلية.

مقالة | ٢٦ أبريل, ٢٠٢١

هل يمكنك أن تُحدثنا عن نفسك؟ وكيف حظي البرنامج باهتمامك وإنضمامك للعمل في منظمة العمل الدولية؟

آمال بني عواد
أعمل كمنسق مشروع وطني – مسؤولة تقنية في الإرشاد المهني والتوظيف لبرنامج شراكة منظمة العمل الدولية من أجل تحسين آفاق النازحين قسراً والمجتمعات المضيفة في الأردن، والمعروفة أيضًا باسم آفاق PROSPECTS، والتي تضم منظمة العمل الدولية ومؤسسة التمويل الدولية (IFC) والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) والبنك الدولي، وتأتي بدعم من حكومة هولندا.

ينصب تركيزي على جوانب خدمات الإرشاد المهني والتوظيف في البرنامج، والذي يوفر الدعم لكل من أفراد المجتمع المضيف الأردني واللاجئين السوريين والعمالة المهاجرة

قبل الانضمام إلى منظمة العمل الدولية، عملت لمدة عشرين عامًا في مجال التوظيف، معظمها مع وزارة العمل الأردنية، حيث عملت في إدارات مختلفة مثل إدارة تفتيش العمل، والجوانب المتعلقة بإضفاء الطابع الرسمي على العمال غير الأردنيين، كما عملت أيضًا على نطاق واسع في خدمات الإرشاد المهني والتوظيف. وقد قادتني هذه التجارب ومجالات الخبرة إلى العمل مع منظمة العمل الدولية.

ما هو محور عملك مع التعاونيات في الأردن في منظمة العمل الدولية؟

عندما انضممت إلى منظمة العمل الدولية لأول مرة في عام2016 ، تركز عملي على تعزيز إضفاء الطابع الرسمي على عمل اللاجئين السوريين وتنظيمهم في سوق العمل الأردني، وكان هذا هو نفس العام الذي تم فيه توقيع ميثاق الأردن، مما قلل من حواجز التوظيف الرسمي أمام اللاجئين السوريين في الأردن.

وهكذا كانت بداية عملي مع التعاونيات.


وفي الواقع، دخلت منظمة العمل الدولية في شراكة مع التعاونيات لتوفير دعم توظيف أفضل وتعزيز فرص كسب العيش للاجئين والمجتمعات المضيفة، لا سيما أولئك الذين يعملون في القطاع الزراعي.و بعد تقييم أولي لفهم القدرات ونقاط القوة والضعف في التعاونيات الزراعية في الأردن بشكل أفضل، دخلنا في شراكة مع 24 تعاونية.

كان دوري في هذه العملية هو دعم هذه التعاونيات في توفير خدمات التوظيف للاجئين السوريين، مثل تسهيل عملية طلب تصريح العمل وإحالتهم إلى المزارع، وكانت هذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها تعاونيات في الأردن بهذا الدور.

وكمنظمة العمل الدولية كان دورنا هو بناء قدراتهم وزيادة وعيهم بأهمية تصاريح العمل المرنة وحقوق وواجبات العمل، ومبادئ العمل اللائق حتى يتمكنوا في المقابل من توعية العمال بهذه القضايا الحاسمة. كما عملنا معهم أيضًا على تطوير اليات الربط بين الباحثين عن عمل وفرص العمل في المزارع.

ومنذ ذلك الحين، استمر تعاوننا مع التعاونيات في النمو، من خلال الدعم الفني والمالي الذي تقدمه منظمة العمل الدولية، وقد تمكنت التعاونيات من المساعدة في إنشاء 38 مشروعًا تجاريًا مشتركًا بين الأردنيين و اللاجئين السوريين، حيث خلقت هذه المبادرات أكثر من 250 فرصة عمل للنساء والرجال، وعلى نفس القدر من الأهمية، ساعدت في تعزيز التعاون بين أفراد المجتمعيّن، حيث تمكنوا من العمل جنبًا إلى جنب لإنشاء أعمال تجارية صغيرة وخلق فرص عمل وسبل عيش لأنفسهم وللآخرين.

في إطار شراكة PROSPECTS وفي دوري الحالي، أواصل العمل بشكل وثيق مع التعاونيات.ومن خلال البرنامج قمنا بدعم إنشاء ست وحدات للتوجيه والتوظيف في القطاع الزراعي (AGEUs) لتمكين التعاونيات من تقديم الإرشاد المهني وخدمات التوظيف للأردنيين واللاجئين السوريين والعمال المهاجرين في قطاع الزراعة. وقد عززت هذه الوحدات دور التعاونيات في خلق فرص العمل وتعزيز العمل اللائق، لا سيما خلال جائحة كوفيد -19 حيث كانت هناك حاجة ماسة لهذا الدعم.

نعمل أيضًا في إطار PROSPECTS في مجالات أخرى تساهم في تطوير الحركة التعاونية في البلاد.ولقد قمنا مؤخرًا بتكييف وترجمة المواد التدريبية لمنظمة العمل الدولية بشأن التعاونيات وقمنا بتدريب أعضاء التعاونيات على هذه الأدوات، بالتعاون مع وحدة التعاونيات في منظمة العمل الدولية ومركز التدريب الدولي التابع لمنظمة العمل الدولية في تورينو، كما نعمل بشكل وثيق مع الحكومة الأردنية والمؤسسة التعاونية الأردنية على تطوير استراتيجية وطنية للحركة التعاونية، والتي سيتم إطلاقها قريبًا.

كيف ترى مستقبل التعاونيات في الأردن فيما يتعلق بالقضايا الرئيسية مثل النزوح القسري والتنمية الريفية والأمن الغذائي وتوظيف الشباب والنساء؟

تلعب التعاونيات حول العالم دورًا حاسمًا في تحقيق التنمية المستدامة على المستوى الاجتماعي والاقتصادي، وهي توفر فرصًا لإنشاء مشاريع تجارية تساعد في معالجة البطالة والفقر خاصة بين الفئات الأكثر ضعفًا.

وفي الأردن، تلعب التعاونيات دورًا في التنمية الاقتصادية وبشكل رئيسي في التنمية الريفية والأمن الغذائي وتوظيف الشباب والشابات، وأعتقد أن هذا سيستمر في النمو.

وفي الحقيقة، سيتم تحقيق ذلك بشكل أكبر من خلال تنظيم التعاونيات القائمة أو من خلال إنشاء تعاونيات جديدة، بحيث تكون مستقلة وشاملة ومعتمدة على الذات على أساس قيم ومبادئ التعاون العالمي، حتى تتمكن من تحقيق أهدافها في المساهمة في التنمية المستدامة للأردن.

يواصل الأردن استضافة أعداد كبيرة من اللاجئين الذين أجبروا على الفرار من أوطانهم بحثًا عن الأمن والأمان، وقد لعبت التعاونيات وما زالت تلعب دورًا مهمًا في مواجهة بعض تحديات سوق العمل التي ظهرت نتيجة لهذه الأزمات، من خلال دعم الفئات الضعيفة، سواء كانوا أفرادًا من المجتمع المضيف أو اللاجئين، لإيجاد فرص عمل وسبل عيش لائقة ورسمية، والتي تُسهم في أسلوب حياة لائق وكريم.

من أجل المضي قدمًا، سنواصل الدعوة للسماح للاجئين بأن يصبحوا أعضاء في التعاونيات أو السماح لهم بإنشاء تعاونيات. وهذا سيسهل إلى حد كبير وصولهم إلى فرص كسب العيش اللائق، وسيسمح لهم في المقابل بالمساهمة في تعزيز الإنتاجية في القطاعات التي يعملون فيها وفي المجتمعات التي تستضيفهم.