اليوم العالمي لكبار السن

توسيع تغطية تقاعد المسنين وضمان حصولهم على رعاية صحية فعالة يشكلان أولوية مهمة

أكد غاي رايدر المدير العام لمنظمة العمل الدولية بمناسبة اليوم العالمي لكبار السن على ضرورة مواجهة التحدي الديمغرافي من خلال وضع سياسات متكاملة تعزز فرص العمل والحماية الاجتماعية وتقوم على دورة حميدة من فرص العمل، والحماية الاجتماعية، والتنمية.

بيان | ٣٠ سبتمبر, ٢٠١٤
يُعتبر عيش حياةٍ أطول وأكثر صحة أحد أكثر الإنجازات المحتفى بها للتنمية البشرية، وهي شهادة على قدرتنا على تحسين وضع الإنسان من جيل إلى آخر. ونتيجةً لذلك، يزداد عدد المسنين بسرعة في جميع البلدان الصناعية والنامية، وإن وفق معدلات مختلفة وضمن آفاق زمنية مختلفة. ومن المتوقع بحلول عام 2050 أن يتضاعف عدد المسنين فوق 65 عاماً في العالم ثلاث مرات، فيما يستقر عدد السكان تحت سن 15 عاماً. وسيعيش ثلاثة أرباع المسنين في البلدان النامية، وتشكل النساء الغالبية العظمى منهم. ويعتبر هذا التغيير الديمغرافي أحد المحركات الرئيسية التي تغير العالم. ومن الضروري فهم هذا المحرك ومساعدة البلدان في تحويل هذا التغيير إلى فرصة سانحة.

ولا بد لمواجهة هذا التحدي الديمغرافي من وضع سياسات متكاملة تعزز فرص العمل والحماية الاجتماعية وتقوم على دورة حميدة من فرص العمل، والحماية الاجتماعية، والتنمية. وقد برهنت بعض البلدان أنه يمكن للمجتمعات المسنة باستخدام مجموعة سياسات ملائمة وبوجود مؤسسات فعالة أن تخلق فرصاً تستفيد منها شرائح المجتمع كافة. وينبغي أن تدرك هذه المجموعة من السياسات الترابطَ القائم بين التحولات الديمغرافية، وفرص العمل، والحماية الاجتماعية، وهجرة اليد العاملة، والتنمية الاقتصادية. ويُعتبر فتح باب الحوار الاجتماعي لمواجهة تحديات السياق الديمغرافي الجديد للمجتمعات المسنة أمراً مفصلياً في العثور على حلول فعالة ومنصفة ومستدامة للتحديات الديمغرافية وتحويلها إلى فرص.

كما يشكل ضمان الحصول على معاشات تقاعدية كافية وخدمات صحية ورعاية طويلة الأجل الأساس لبناء مجتمعات شاملة تُشرك الأفراد وتعطيهم قدر حقهم بغض النظر عن أعمارهم. وإدراكاً منها لأهمية أمن الدخل في سن الشيخوخة، وسّعت عدة بلدان ذات دخل منخفض ومتوسط تغطية التقاعد لتشمل شرائح سكانية لم تكن مشمولة في السابق بهدف تحقيق تغطية شاملة. وقد حدثت نتيجةً لذلك زيادةٌ ملحوظة في نسب التغطية في عدة بلدان.

ومع ذلك، تقبع أنظمة التقاعد في بقاع كثيرة من العالم تحت ضغوط جراء التغيير الديمغرافي وسياسات التقشف. وقد أسفر ذلك في بعض البلدان عن حدوث وضع ستصبح فيه المعاشات التقاعدية المستقبلية عاجزة عن توفير حماية كافية لكبار السن. وسيبقى انعدام الأمن الاقتصادي والفقر في سن الشيخوخة أمرين واقعين لكثير من المسنين حالياً وفي المستقبل ما لم تُتخذ تدابير فعالة تضمن كفاية المعاشات التقاعدية.

ويشكل توسيع تغطية تقاعد المسنين وضمان حصولهم على رعاية صحية فعالة أولوية لنا جميعاً. وتطلق منظمة العمل الدولية في هذا اليوم العالمي لكبار السن تقرير "الحماية الاجتماعية للمسنين: إحصائيات واتجاهات رئيسية في السياسات" الذي يقدم تحليلاً حديثاً عن هذه القضايا المهمة للمسنين والمسنات.