الإجهاد الحراري

تشريع جديد في قطر يوفّر حماية أكبر للعمّال من الإجهاد الحراري

تمديد فترة ساعات العمل التي يُحظّر فيها العمل في الصيف أربعة أسابيع وفرض إجراء فحوصات طبيّة سنويّة للعمّال.

خبر | ٢٦ مايو, ٢٠٢١
مع بدء ارتفاع درجات الحرارة في منطقة الخليج، أقرّت دولة قطر تشريعًا جديدًا يوفّر حماية إضافية للعمّال من الإجهاد الحراريّ.

وينصّ القرار الوزاريّ الذي أعلن عنه بتاريخ 26 أيار/مايو2021 على تمديد ملحوظ لفترة دوام العمل الصيفيّ في الأماكن المكشوفة.

وبموجب القرار الجديد الذي يدخل حيّز التّنفيذ على الفور، يُحظّر العمل في الخارج بين السّاعة العاشرة صباحًا والسّاعة الثّالثة والنّصف من بعد الظّهر في الفترة الممتدّة من 1 حزيران/ يونيو إلى 15 أيلول/سبتمبر. ويأتي هذا القرار ليحلّ محلّ القرار الصّادر في العام 2007، والذي كان يحظّر العمل في الأماكن المكشوفة بين السّاعة الحادية عشرة والنّصف صباحًا والسّاعة الثاّلثة من بعد الظّهر، من 15 حزيران/يونيو إلى 31 آب/أغسطس.

كذلك، لا بدّ من ايقاف العمل إذا تجاوز مؤشّر الحرارة لجهاز البُصيلة الرّطبة الكرويّة الـ 32.1 درجة مئويّة في مكان عمل معيّن بغضّ النظر عن وقت حدوث ذلك. ولا بدّ من الإشارة هنا إلى أنّ جهاز قياس درجة حرارة البُصيلة الرّطبة الكرويّة يأخذ في الاعتبار درجة حرارة البيئة المحيطة بالمكان والرّطوبة والإشعاع الشّمسي وسرعة الرّياح.

في ضوء هذا الإعلان، قال السّيّد محمّد العبيدلي، الوكيل المساعد لشؤون العمل في وزارة التّنمية الإداريّة والعمل والشّؤون الاجتماعيّة: "نحن واثقون بأن التّدابير التي ينصّ عليها القرار الوزاري الجديد ستساعد في التّخفيف من مخاطر الإجهاد الحراريّ الذي يتعرّض له العمّال، وهو أولويّتنا في مجال الصّحة والسّلامة في أشهر الصيف."

كذلك، تنصّ التّدابير الجديدة على قيام الشركات بإجراء فحوصات طبيّة سنويّة للعمّال وتقييمٍ إلزاميٍّ للمخاطر.

وقال ماكس تونيون، من مكتب مشروع منظّمة العمل الدوليّة في الدّوحة: "إنّ القرار الوزاريّ الجديد مثالٌ على صنع السّياسات القائمة على الأدلّة، حيث استرشد هذا القرار ببحث ميداني حول الظروف البيئية وفعاليّة الاستراتيجيّات المختلفة في التّخفيف من الإجهاد الحراري."

في العام 2019، أجرت وزارة التّنمية الإداريّة والعمل والشّؤون الاجتماعيّة ومنظّمة العمل الدوليّة واللّجنة العليا للمشاريع والإرث أكبر دراسة في العالم حول الإجهاد الحراري في قطر. وكُلّف مختبر فايم من جامعة ثيساليا في اليونان، وهي مؤسسة رائدة في هذا المجال، بجمع البيانات عن صحة العمّال وضغط العمل على امتداد فترة الصّيف من ذاك العام وقد غطّت الدراسة أكثر من 5,500 ساعة عمل.
من جهة أخرى، رحّب ممثّلو منظّمات العمّال ومنظّمات أصحاب العمل بهذه التّغييرات.

فقال روبيرتو سواريز، الأمين العام للمنظّمة الدوليّة لأرباب العمل: "سلامة العمّال وصحّتهم المهنيّتان أولويّة لأصحاب العمل. نحن ندعم إجراءات التخفيف من خطر الإجهاد الحراري في صفوف العمّال وحمايتهم وتأمين ظروف عمل ملائمة للجميع. ونأمل أن توفّر هذه الأدوات والقواعد الجديدة الوضوح اللّازم لأصحاب العمل للحدّ من هكذا حوادث."

ورحّبت شاران بارو، الأمين العام للاتّحاد الدولي لنقابات العمّال بهذا التشريع الجديد مشيدةً بالجهود المتواصلة الّتي تبذلها الحكومة القطريّة لحماية صحّة العمّال وسلامتهم في العمل. وأضافت: "نظرًا إلى التّأثير السلبيّ لتغيّر المناخ على العمّال في كلّ أنحاء العالم، نتوقّع أن تقرّ بلدان إضافيّة تشريعات للتّخفيف من الإجهاد الحراري في المستقبل القريب."

لضمان الوعي بالتشريعات الجديدة، يقدّم مفتّشو العمل المشورة لأصحاب العمل والعمّال بشأن ساعات العمل في الأماكن المكشوفة ويحرصون على تطبيق التّدابير الجديدة بشكلٍ فاعل. فضلًا عن ذلك، أُعدّت إرشادات لمساعدة المؤسسات على تطبيق القواعد الجديدة وموادّ إعلاميّة بلغات متعدّدة للعمّال.

لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال بماركو مينوكري، مسؤول الاتصال، مكتب مشروع منظمة العمل الدولية لدولة قطر (minocri@ilo.org).