افتتاح الحضانة المؤسسية المُعاد تأهيلها في وزارة العمل الأردنية
يهدف هذا الإنجاز الذي تم تحقيقه بدعم من منظمة العمل الدولية، إلى وضع نموذج لدور الحضانات المؤسسية الأخرى في الأردن، بهدف تعزيز مشاركة المرأة في سوق العمل وتعزيز المساواة بين الجنسين.
تم افتتاح الحضانة المؤسسية في وزارة العمل بعد إعادة تأهيلها في إطار جهود تعزيز المشاركة الاقتصادية للمرأة وتمكينها في سوق العمل الأردني. وقد تم الافتتاح تحت رعاية معالي وزير الصناعة والتجارة والتموين، ووزير العمل، السيد يوسف الشمالي، وبحضور نائب المدير الإقليمي لمنظمة العمل الدولية في الدول العربية بيتر رادميكر، وسفير مملكة النرويج في الأردن إسبن ليندباك، ومعالي المهندسة مها علي، الأمينة العامة للجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة ومجموعة من ممثلي المنظمات الوطنية والدولية والشركاء المعنيين.
سلط الحدث الضوء على مخرجات الإطار الوطني للحضانات للأعوام 2023 – 2025، وبيان أهمية الاستثمار في رعاية وتعليم الطفولة المبكرة في الأردن للوصول إلى عالم عمل أكثر مساواة بين الجنسين، وتعزيز ظروف العمل اللائق، إضافة إلى تسليط الضوء على أهمية مهننة قطاع رعاية الطفولة المبكرة وبناء قدرات مقدمي ومقدمات الرعاية لرفع معايير الرعاية والتعليم داخل دور الحضانات المؤسسية وفقاً للمعايير العالمية.
وقد جاء دعم وإعادة تأهيل الحضانة المؤسسية التابعة لوزارة العمل إضافة إلى ثلاث حضانات مؤسسية أخرى تابعة لوزارة التنمية الاجتماعية في عدة محافظات من المملكة من قبل برنامج العمل اللائق للمرأة في الأردن نتيجة لضرورة تنفيذ بنود الإطار الوطني للحضانات الذي عملت عليه مؤسسة صداقة بالشراكة مع منظمة العمل الدولية منذ العام 2017، والذي تم تبنيه من الحكومة الأردنية من خلال توقيع مذكرات تفاهم مع مؤسسة صداقة لتنفيذ بنوده. حيث عملت الجهات واللجان الوطنية المختلفة على مر السنوات الماضية ممثلة بوزارة العمل، وزارة التنمية الإجتماعية، المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي، ديوان الرأي والتشريع، المجلس الوطني لشؤون الأسرة، بالإضافة الى مؤسسات وأفراد ناشطين وناشطات على تنفيذ جزء كبير من بنود هذا الإطار الذي يُعد مرجعاً وطنياً يركز على أهمية رفع المشاركة الاقتصادية للمرأة من خلال توفير أماكن لرعاية أطفال الأسر العاملة، والاستثمار برعاية وتعليم الطفولة المبكرة كمطلب وطني.
وقد رحب معالي وزير الصناعة والتجارة والتموين ووزير العمل السيد يوسف الشمالي بالحضور شاكرا منظمة العمل الدولية وكافة الشركاء الوطنيين والدوليين الداعمين لهذا العمل مؤكداً على أن الحضانة تم إعادة تأهيلها وتجهيزها وفق أعلى المستويات لتكون نموذجاً للحضانات المؤسسية في المملكة، كما أضاف قائلاً: "تنفيذاً للتوجيهات الملكية السامية بدعم وزيادة مشاركة المرأة في سوق العمل، جاء إنشاء الحضانات المؤسسية كأحد الحلول المتاحة التي من شأنها أن تعمل على زيادة مشاركة المرأة في سوق العمل ضمن بيئة عمل لائقة وآمنة تكفل تكافؤ الفرص بين الجنسين".
جاء إنشاء الحضانات المؤسسية كأحد الحلول المتاحة التي من شأنها أن تعمل على زيادة مشاركة المرأة في سوق العمل ضمن بيئة عمل لائقة وآمنة تكفل تكافؤ الفرص بين الجنسين
وزير الصناعة والتجارة والتموين و وزير العمل، يوسف الشمالي
نائب المدير الإقليمي لمنظمة العمل الدولية للدول العربية، بيتر راديميكر وقد أشار السيد بيتر راديميكر في كلمته على أنه "يتم التركيز على إقتصاد الرعاية بشكل كبير في عمل المنظمة، حيث أن هناك الملايين حول العالم يعملون في هذا القطاع ويقدمون خدمات مهمة جدا لمجتمعاتهم ولكن في غالبية الأحيان العمل في قطاع الرعاية لايتم تقديره". وأضاف قائلاً: "إن وجودنا اليوم في الأردن لافتتاح الحضانة المؤسسية في الوزارة يُظهر الخطوات الهامة التي خطاها الأردن في هذا المجال ودليل كبير على أن اقتصاد الرعاية جزء هام من الاقتصاد بشكل عام ويسهم في خلق فرص عمل لكلا الجنسين".
إن وجودنا اليوم في الأردن لافتتاح الحضانة المؤسسية في الوزارة يُظهر الخطوات الهامة التي خطاها الأردن في هذا المجال ودليل كبير على أن اقتصاد الرعاية جزء هام من الاقتصاد بشكل عام ويسهم في خلق فرص عمل لكلا الجنسين
نائب المدير الإقليمي لمنظمة العمل الدولية للدول العربية، بيتر راديميكر
سلط الحفل الضوء على أهمية الاستثمار في قطاع الرعاية في الأردن، حيث أشارت السيدة ريم أصلان مديرة برامج العمل اللائق للمرأة في منظمة العمل الدولية على أن منظمة العمل الدولية طورت أداة تُسمى أداة محاكاة الاستثمار في سياسات الرعاية لإحدى عشرة دولة عربية منها الأردن وتقيس هذه الأداة العائد على الاستثمار في رعاية الطفولة الشاملة وخدمات الرعاية طويلة الأجل، وأضافت قائلةً بناءً على نتائج هذه الأداة: "إذا قامت الأردن بتعديل إجازة الأمومة لتصل إلى ثمانية عشرة أسبوعاً وإجازة الأبوة لتصل إلى عشرة أيام وإعطاء إجازة والدية مدفوعة الأجر وتقديم خدمات رعاية مثل حضانة الوزارة اليوم، وتقديم خدمات أماكن الرضاعة، فإن عدد الوظائف التي من الممكن أن تُولد إذام تم تعديل التشريعات ذات العلاقة قد يبلغ 536000 وظيفة بحلول العام 2035".
إذا قامت الأردن بتعديل إجازة الأمومة لتصل إلى ثمانية عشرة أسبوعاً وإجازة الأبوة لتصل إلى عشرة أيام وإعطاء إجازة والدية مدفوعة الأجر وتقديم خدمات رعاية مثل حضانة الوزارة اليوم، وتقديم خدمات أماكن الرضاعة، فإن عدد الوظائف التي من الممكن أن تُولد إذام تم تعديل التشريعات ذات العلاقة قد يبلغ 536000 وظيفة بحلول العام 2035
مديرة برامج العمل اللائق في منظمة العمل الدولية، ريم أصلان
من ناحيتها، عبرت معالي المهندسة مها علي الأمينة العامة للجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة عن سعادتها العارمة لتواجدها بالحفل ورؤية هذا النموذج الرائع لحضانة مؤسسية في مؤسسة مثل وزارة العمل وأكدت على أن هذا العمل لم يكن ناجحا لولا الجهد التشاركي لجميع الأطراف مضيفةً: "إذا نظرنا إلى المشاركة الاقتصادية للمرأة في سوق العمل وجدنا أننا استطعنا رفع مشاركتها من 12 بالمائة إلى 14 بالمائة فقط خلال العشرين عاماً الماضية والأردن من أقل النسب بين الدول وبالتالي فإن الجهود التي نحتاجها كبيرة ضمن تشاركية وتكاملية في الجهود لنحقق الزيادة المطلوبة بما يتماشى مع أهداف رؤية التحديث الاقتصادي التي توصي بمضاعفة نسبة مشاركة المرأة والأهداف الموجودة بالاستراتيجية الوطنية لشؤون المرأة". كما قالت "حسب الأرقام المتوفرة لدينا من وزارة التنمية الاجتماعية لغاية عام 2021 فإن نسبة الأطفال الملتحقين بالحضانات المرخصة ونقصد الأطفال تحت سن الخمس سنوات هي لا تتجاوز 1 بالمائة وهذا يُظهر حجم الفجوات الموجودة"
إذا نظرنا إلى المشاركة الاقتصادية للمرأة في سوق العمل وجدنا أننا استطعنا رفع مشاركتها من 12 بالمائة إلى 14 بالمائة فقط خلال العشرين عاماً الماضية والأردن من أقل النسب بين الدول وبالتالي فإن الجهود التي نحتاجها كبيرة ضمن تشاركية وتكاملية في الجهود لنحقق الزيادة المطلوبة بما يتماشى مع أهداف رؤية التحديث الاقتصادي التي توصي بمضاعفة نسبة مشاركة المرأة والأهداف الموجودة بالاستراتيجية الوطنية لشؤون المرأة
الأمينة الاعامة للجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة، مها علي
كما تخلل الحفل عرضاً حول الإطار الوطني للحضانات والجهات المسؤولة عن تنفيذ بنوده من قبل السيدة سهر العالول عضوة الفريق المؤسس في مؤسسة صداقة، الشريك الاستراتيجي لمنظمة العمل الدولية، أن "الهدف من الإطار أن يصبح وثيقة وطنية مرجعية تتبناها الحكومة وتحدد فيها كيفية نشر وتعميم الحضانات والنهوض بقطاع الرعاية وتنمية الطفولة المبكرة وارتباط ذلك بالمشاركة الاقتصادية للنساء وتعزيز حقوق الأسر العاملة، كما يهدف إلى تنمية الطفولة المبكوة ورفع قدرات العاملات والعاملين في القطاع وبالتالي، رفع جودة الخدمة المقدمة في الحضانات". يُذكر أن نسبة مشاركة المرأة الاقتصادية في الأردن لم تتعدى حاجز ١٤بالمائة في العقود الأربعة الماضية ويعود ذلك بشكل رئيسي إلي محدودية انتشار الحضانات بأشكالها المختلفة، حيث لا يتجاوز عدد الأطفال الملتحقين في الحضانات ٣بالمائة من نسبة أولئك الذين في سن الحضانة. وعزت العالول ذلك إلى غياب التمويل والحوافز المالية والضريبية للمنشآت الملتزمة بتوفير الحضانات وصعوبة منظومة تأسيس وترخيصها.
الهدف من الإطار أن يصبح وثيقة وطنية مرجعية تتبناها الحكومة وتحدد فيها كيفية نشر وتعميم الحضانات والنهوض بقطاع الرعاية وتنمية الطفولة المبكرة وارتباط ذلك بالمشاركة الاقتصادية للنساء وتعزيز حقوق الأسر العاملة، كما يهدف إلى تنمية الطفولة المبكوة ورفع قدرات العاملات والعاملين في القطاع وبالتالي، رفع جودة الخدمة المقدمة في الحضانات
عضوة الفريق المؤسس في مؤسسة صداقة، سهر العالول
تم أيضًا إلقاء الضوء على جهود إعادة تأهيل الحضانة المؤسسية في الوزارة من قبل الشركة المنفذة شركة الدوار الأول للهندسة والتصميم، حيث أشارت ممثلة الشركة سمية أبو هيانة إلى: "إن الفكرة الأساسية لتصميم الحضانة كانت تقليل العناصر المعمارية وكان أهم التدخلات التي قمنا بها زيادة مساحة منطقة اللعب الخارجية، وإعادة توزيع الغرف الداخلية لتستقبل عدد أكبر من الأطفال، كما تم التركيز على الإضاءة الطبيعية والتهوية الطبيعية والتواصل البصري والتي لم تكن موجودة في التصميم السابق. كما ارتكزنا بشكل كبير على أسس المونتيسوري في التصميم وترك الألوان الطبيعية للخشب والألوان الهادئة للطلاء دون زيادة عدد قطع الأثاث". تُعد الحضانات المؤسسية بمثابة مساحة آمنة ومحفزة للأطفال، تتيح للنساء العاملات والتوازن بين مسؤولياتهن المهنية والأمومة، وتعزز مشاركتهن الاقتصادية وتعزز فرص الحصول على فرص عمل للنساء في الأردن. وتهدف هذه المبادرة إلى رفع مستوى الجودة في رعاية الأطفال وتعليمهم في المرحلة الأولى من حياتهم، مما يساهم في بناء أساس قوي لتطورهم النفسي والاجتماعي والعقلي. إضافة إلى ذلك تعكس الحضانات المؤسسية الأهمية المتزايدة للاستثمار في رعاية وتعليم الطفولة المبكرة كوسيلة لتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة وتعزيز المساواة بين الجنسين. فقد تم تصميم الحضانة بناءً على المعايير العالمية لرعاية الأطفال وتطلعات النساء العاملات من خلال توفر بيئة آمنة وملائمة لنمو وتطور أطفالهن. إضافة إلى تقديم رعاية ذات جودة عالية للأطفال، تُسهم الحضانات المؤسسية في رفع مشاركة النساء في سوق العمل وتعزيز فرصهن الوظيفية. فعندما تتوفر خدمات حضانات مؤسسية عالية الجودة، يصبح بإمكان النساء العاملات التفرغ للعمل بثقة، مما يحقق ربطًا قويًا بين الحياة المهنية والأسرية وتوازنٍ أفضل بين مسؤوليات العمل وأدوارهن كأمهات. في تقرير صادر عن منظمة العمل الدولية أشارت إليه أصلان خلال حديثها، فإن الاستثمار في رعاية الطفولة الشاملة وخدمات الرعاية طويلة الأجل في الأردن يمكن أن يولد أكثر من 536000 وظيفة بحلول عام 2035، وهو ما يعادل أكثر من 169000 وظيفة مباشرة في رعاية الطفولة، وحوالي 167000 وظيفة مباشرة في الرعاية طويلة الأجل، و 200000 وظيفة غير مباشرة في القطاعات غير المتعلقة بالرعاية.
أشكركم جميعاً كأم عاملة لخلق هذه البيئة الدافئة والراعية لأطفالنا، حيث تُعتبر الحضانة البيت الثاني لأطفالنا بما تتمتع به من وسائل الراحة والأمان والتي تسهم في تطور مهاراتهم. ونحن محظوظون للغاية على تطوير هذه الحضانة إذ أن وجود حضانة للأطفال في مكان العمل هو حلم لكل أم عاملة وأب عامل فهذا يوفر عليهم الوقت والجهد ويريحهم من الضغوط النفسية، فالأم تستطيع الاطمئنان على طفلها في بيئة مناسبة ومختصة وبالتالي زيادة انتاجيتها ورغبتها في العمل. آخر شيئ بحب أحكيه بلغتنا العامية بأن أهم شيء عندي عندما أوصل إبني للحضانة يحكيلي باي ماما أنا رايح عالحضانة
أم عاملة مستفيدة من خدمات الحضانة، إيمان المصري
وتخلل الحفل مداخلة من سعادة السفير النرويجي السيد إسبين لاندباك الذي أكد على تقدير سفارة مملكة النرويج للشراكة المتأصلة مع الحكومة الأردنية بما يتعلق بمجالات التعليم وتطويرالطفولة المبكرة والمساواة في الأجور بين الجنسين منذ العام 2015. كما أضاف قائلاً: "في عام 2020 قامت وزارة التنمية الاجتماعية، ومؤسسة الضمان الاجتماعي، ووزارة التربية والتعليم إضافة إلى منظمة العمل الدولية ومؤسسة صداقة بعقد زيارة تعلمية إلى النرويج والتي كان فخر لنا دعم هذه الزيارة والتي كما سمعنا بأنها أضافت معارف قيمة من التجربة النرويجية في قطاع الرعاية".
في عام 2020 قامت وزارة التنمية الاجتماعية، ومؤسسة الضمان الاجتماعي، ووزارة التربية والتعليم إضافة إلى منظمة العمل الدولية ومؤسسة صداقة بعقد زيارة تعلمية إلى النرويج والتي كان فخر لنا دعم هذه الزيارة والتي كما سمعنا بأنها أضافت معارف قيمة من التجربة النرويجية في قطاع الرعاية
السفير النرويجي في الأردن، إسبين لاندباك
وفي نهاية الحفل، تم تنظيم جولة في الحضانة لكافة الحضور للاطلاع على المرافق والخدمات المتوفرة. تجدر الإشارة إلى أن هذه الجهود المبذولة تأتي في إطار برنامج العمل اللائق للمرأة التابع لمنظمة العمل الدولية في الأردن، والذي يسعى لتعزيز المساواة بين الجنسين وتحسين ظروف العمل للمرأة. وقد تم تنفيذ هذا العمل بالتعاون مع كل من وزارة العمل، وزارة التنمية الاجتماعية، مؤسسة صداقة، وبدعم سخي من حكومة مملكة النرويج والوكالة السويدية للتعاون الإنمائي الدولي.