حوكمة أسواق العمل العربية في ظل مجتمع عربي متغير

قادة أسواق العمل العربية يتعهدون بإصلاح يضمن العدالة الاجتماعية في منطقة متغيّرة

مؤتمر عربي يختتم أعماله بتقديم توصيات بشأن تفتيش وإدارة العمل والحوار الاجتماعي في محاولة لدعم فرص العمل

بيان صحفي | شرم الشيخ - جمهورية مصر العربية | ٢٦ سبتمبر, ٢٠١٣
شرم الشيخ (أخبار م. ع. د.) – اختتم قادة أسواق العمل العربية في 26 أيلول/سبتمبر مؤتمراً استمر ثلاثة أيام في مصر بالإجماع على ضرورة تبني نمط للتنمية يعزز الحوار الاجتماعي والحماية الاجتماعية وحوكمة سوق العمل.

وشارك في المؤتمر الذي انعقد بمبادرة مشتركة بين منظمة العمل الدولية ومنظمة العمل العربية وبالتعاون مع وزارة القوى العاملة والهجرة المصرية، بعنوان حوكمة أسواق العمل العربية في ظل مجتمع عربي متغير قرابة 100 مسؤول كبير يمثلون الحكومات والعمال وأصحاب العمل فضلاً عن الخبراء الدوليين.

لقد شهدت معدلات البطالة العربية ارتفاعاً مع الركود الاقتصادي الذي يلف معظم بلدان المنطقة، لاسيما بين الشباب. ففي عام 2012، وصل معدل البطالة في الشرق الأوسط إلى 10 في المائة بينما تجاوز عتبة 26 في المائة بين الشباب وهو في ارتفاع مستمر
يقول فرانك هاغمان، نائب المدير الإقليمي للدول العربية في منظمة العمل الدولية: "لقد أثّرت الانتفاضات العربية بالتأكيد على أسواق العمل والظروف الاقتصادية. كما فتحت الباب أمام إصلاحات واسعة في حوكمة سوق العمل."

وقد أصدر المجتمعون توصيات تتعلق باستراتيجيات التنمية والحماية الاجتماعية وإدارة العمل والحوار الاجتماعي وتفتيش العمل. حيث دعوا إلى:
  • ضرورة تبني نمط جديد للتنمية يوازن بين الاعتبارات الاجتماعية والاقتصادية مثل التوزيع العادل للدخل وخلق فرص العمل والتخفيف من حدة الفقر والنمو المستدام
  •  إعطاء دور أكبر لوزارة العمل ولممثلي العمال وأصحاب العمل في رسم سياسات تنموية تلبي حاجات سوق العمل
  •  إنشاء أسس الحماية الاجتماعية الوطنية التي تقدم باقة أساسية من ضمانات الأمن الاجتماعي بهدف التخفيف من حدة الفقر ومن الهشاشة والإقصاء الاجتماعي بغية تحقيق هدف طويل الأمد هو تأمين تغطية شاملة للأمن الاجتماعي. ويتعين على الحكومات أيضاً تحقيق مستويات أعلى من الحماية تدريجياً ووفق المعايير الدولية مع التركيز على المعاشات التقاعدية إضافة إلى إعانات البطالة والأمومة
  •  فيما يتعلق بإدارة العمل، يجب اتخاذ خطوات تعزز التمويل المقدم لوزارات العمل والهيئات التابعة وتبني قدراتها المؤسسية
  •  إدراج الحوار الاجتماعي كطريقة اختيارية إستراتيجية تحسن حوكمة أسواق العمل، إضافة إلى إنشاء المؤسسات اللازمة لدعم هذه العملي 
  • الاستثمار في تعليم العمال وتدريبهم وفي بناء مهاراتهم ذات الصلة بالطلب في سوق العمل، واعتماد برامج سوق عمل فاعلة، وتعزيز التلمذة المهنية
  • تعزيز تفتيش العمل لضمان الامتثال لمعايير العمل الدولية المرتبطة بظروف العمل
يقول معالي السيد أحمد لقمان المدير العام لمنظمة العمل العربية: "ان اجتماع عدد كبير من القادة المشاركين في هذا المؤتمر إنما يعكس اهتماما بموضوع غاية في الأهمية". وأردف: "انة ينبغي ان تشكل تلك التوصيات التي
صدرت أساس عملية إصلاح سوق العمل العربي بما يسهم في تحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية المتوازنة لتلبية تطلعات الشعوب العربية حتي تاخذ المنطقة مكانها الطبيعي في الاقتصاد العالمي

مقتطفات من المؤتمر
قال أشرف العربي وزير التخطيط المصري: "بالإضافة إلى البطالة الرسمية، لدينا البطالة المقنعة. وعلينا المضي قدماً نحو العدالة الاجتماعية بمفهومها الشامل وليس من حيث الأجور وحسب". ونوّه إلى أن "عملية صنع القرار مجزأة ولا يمكنها أن تلبي الحاجة الكبيرة لإصلاح سوق العمل". وأضاف قائلاً: "تتمثل الخطوة التالية في معرفة كيف نجعل السياسات مكملة للخطط الاقتصادية والاجتماعية الوطنية لتحقيق أهدافها".
وأشار عادل فقيه وزير العمل السعودي إلى أهمية "تعزيز المشاركة المجتمعية باستخدام تكنولوجيا الاتصالات الحديثة وإشراك أفراد ومؤسسات مجتمع مدني في تحسين السياسات وتفعيلها من خلال توسيع نطاق الحوار الاجتماعي".
وقال أمة الرزاق حُمد وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل في اليمن: "لقد ألقى هذا المؤتمر الضوء على ضرورات ملحة كالبطالة وقضية العدالة الاجتماعية الهامة جداً". وأردفت: "أجرت بعض البلدان العربية إصلاحات التكيف الهيكلي الخاصة بصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، لكن ثمة فجوة كبيرة بين ما حققناه وما حققه الآخرون. لقد سمعنا عن خبرات مهمة هنا، وينبغي الاستفادة من التعاون الفني الملائم على الرغم من اختلافاتنا".
أما أحمد البرعي وزير التضامن الاجتماعي المصري فقال: "ستصبح قضية العدالة الاجتماعية في السنوات المقبلة في صلب نقاشاتنا في العالم العربي". وأوضح أن "المنطقة قادرة على الاتحاد بغية خلق فرص أفضل للحياة. وهذه المنطقة وطريقة توزيعها للثروة والعمل بحاجة إلى خطة شبيهة بخطة مارشال التي استهدفت أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية".

لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال مع
سامي حلبي، مستشار إعلامي
المكتب الإقليمي للدول العربية في منظمة العمل الدولية
g5beyexcoll@ilo.org