تصدي منظمة العمل الدولية لأزمة اللاجئين السوريين

التوظيف يمنح اللاجئات السوريات في الأردن "فرصة إضافية"

تساعد منظمة العمل الدولية وشركاؤها اللاجئين السوريين في العثور على وظائف في قطاع الملابس الأردني، في إطار الجهود المبذولة لتنفيذ اتفاق بين الاتحاد الأوروبي والأردن لتبسيط قواعد المنشأ.

مقالة تحليلية | ٢٣ سبتمبر, ٢٠١٨
الأردن (أخبار م. ع. د.) - عندما سمعت سميرة الصمادي لأول مرة بفرصة عمل في مصنع ألبسة أردني، ترددت. لكنها بعد بضعة أشهر من العمل، ها هي تستمتع بتحسن حياتها.

تقول سميرة إن العمل الذي حصلت عليه مؤخرًا في المصنع ساعدها في استعادة شعور بالاستقرار والأمل في المستقبل.

وتضيف: "في البداية كان وضعنا المالي صعبًا للغاية. لقد تحسنت سبل عيشنا الآن. نشعر براحة أكبر، ونشعر أن لدينا فرصة ثانية لبناء حياة أفضل".
 
 
سميرة مقيمة في مخيم الزعتري، أكبر مخيم للاجئين السوريين في الأردن ويقطنه نحو 78000 شخص. وقد كافح كثير من سكانه لإيجاد عمل في السنوات الأخيرة، لاسيما خارج المخيم.

بيد أنه، وبفضل قرار الحكومة بتخفيض حواجز سوق العمل المنظم أمام اللاجئين السوريين، يحق لسكان المخيم الحصول على تصاريح عمل ووظيفة خارج المخيم.

بدعم من الاتحاد الأوروبي، أنشأت منظمة العمل الدولية ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بالتعاون مع وزارة العمل ومديرية شؤون اللاجئين السوريين في وزارة الداخلية، مكتب تشغيل في المخيم للمساعدة في تأمين اتصال سكانه بأصحاب العمل الأردنيين.

ومركز التشغيل جزء من سلسلة مكاتب تقوم منظمة العمل الدولية بإنشائها في أرجاء البلاد لمساعدة الأردنيين والسوريين في إيجاد فرص عمل.

وتستفيد هذه المبادرة من اتفاقية مبرمة بين الاتحاد الأوروبي والأردن، وتعطي الأخير معاملة تفضيلية في السوق الأوروبية للمنتجات المصنعة في شركات أردنية يشكل اللاجئون السوريون 15 بالمئة على الأقل من العاملين فيها.

قالت مها قطاع المستشارة الإقليمية للاستجابة للأزمات في منظمة العمل الدولية: "تساعد المنظمة في ربط أصحاب العمل بالباحثين عن عمل، لاسيما في قطاع الصناعات التحويلية، وبالتحديد المصانع التي ترغب في الاستفادة من اتفاقية الأردن. كما ننسق مع منظمات شتى ومع القطاع الخاص لجعل مزيد من الشركات الدولية تشتري من هذه المصانع وتشجيعها على الالتزام بتوظيف مزيد من اللاجئين".

دعم اللاجئات


ساعد الدعم المقدم من منظمة العمل الدولية حتى الآن 2300 سوري وأردني في الحصول على وظائف في مختلف القطاعات، منهم 1800 في قطاع الملابس. ومن بين هؤلاء 347 لاجئًا سوريًا من داخل المخيم وخارجه، غالبيتهم من النساء (165 امرأة من مخيم الزعتري).

وأكدت قطاع إن هناك خططاً لزيادة هذا العدد إلى 4000 بحلول منتصف عام 2019.

وأضافت أن جهودًا خاصة يجري بذلها لتشجيع مزيد من النساء على شغل وظائف في المصانع. ففي مخيم الزعتري، تدعم منظمة العمل الدولية العمال بتوفير النقل لهم من داخل المخيم إلى بواباته، حيث يمكنهم بعد ذلك الوصول إلى حافلات المصانع.

وتضيف قطاع: "لقد ساعد ذلك النساء في تذليل بعض العقبات التي حالت دون حصولهن على وظائف".

وقد التقت أوريانا عوايشة، المديرة التنفيذية في شركة جرش لصناعة الملابس والأزياء، عددًا من الباحثات عن عمل أثناء معرض لفرص العمل أقامته منظمة العمل الدولية في المخيم، وشارك فيه أكثر من 50 شركة أردنية ودولية.

وقالت عوايشة: "اخترنا مجموعة من النساء للعمل في مصنعنا. أعتقد أن السوريات اللواتي يعملن معنا من المخيم يحتجن حقًا إلى فرصة لإثبات أنفسهن ومساعدة أسرهن، من خلال التوظيف". 

مراكز التشغيل


تعد مراكز التشغيل جزءًا من المبادرات الجارية التي تنفذها منظمة العمل الدولية والاتحاد الأوروبي لدعم تنفيذ الاتفاقية بين الاتحاد الأوروبي والأردن لتبسيط قواعد المنشأ. وتهدف الاتفاقية إلى تسهيل وصول سلع أردنية محددة إلى أسواق الاتحاد الأوروبي، وفي الوقت نفسه تقديم حوافز لأصحاب العمل الأردنيين لتوظيف عمال سوريين بالإضافة إلى موظفيهم الأردنيين، من أجل تلبية شروط اتفاقية الأردن.

وتدعم منظمة العمل الدولية عمومًا أحد عشر مركز تشغيل قائم أو يجري إنشاؤه حاليًا. وتقع هذه المراكز في عدد من المدن والمناطق الصناعية، فضلًا عن مخيمي الزعتري والأزرق للاجئين.

وقد ساعد مكتب التشغيل في الزعتري، منذ أن فتح أبوابه أمام اللاجئين قبل عام من الآن، 7400 سوري في الحصول على تصاريح عمل في قطاعي الزراعة والإنشاءات والعمل خارج المخيم. وإجمالًا، يوجد 10592 من حاملي تصاريح العمل في مخيم الزعتري منهم 13 بالمائة من النساء. ويمثل هذا الرقم قرابة 35 بالمئة من السكان في سن العمل في المخيم.