الاستجابة لأزمة اللاجئين السوريين في الأردن

لدعم مهاراتهم وتشجيع توظيفهم: برنامج تدريبي في فن الفسيفساء تابع لمنظمة العمل الدولية يستقبل ذوي الإعاقة من اللاجئين السوريين والعاملين الأردنيين

يدعم برنامج التدريب أفراد المجتمعَين لإيجاد فرص عمل، وتوليد دخل عبر المهارات المكتسبة.

مقالة تحليلية | ٠٩ أكتوبر, ٢٠١٨
عمان - الأردن (أخبار م. ع. د) تعلمت رحمة خير الله، البالغة من العمر 32 عاماً والمولودة دون ذراعين، أداء كافة المهام تقريباً باستخدام قدميها. 

وعملت بجد سنوات طويلة لصقل مهارتها الفذة وتحقيق أقصى درجة من الاستقلالية والاعتماد على نفسها. ولكنها تقول إن المجتمع كان يتجنبها غالباً بسبب إعاقتها، ولاسيما في ميدان العمل.

تقول رحمة: "لطالما رغبت بالعمل لأتمكن من إعالة نفسي. ولكن كنت كلما تقدمت إلى وظيفة، يرفضونني ويقولون بأني غير قادرة على العمل إلا بقدمَي. في البداية، دمرني ذلك. ولكن مع مرور الوقت، أصبحت أقوى وأكثر تصميماً على التفوق".

 
انضمت رحمة مؤخراً إلى البرنامج الذي تدعمه منظمة العمل الدولية لتعليم ترميم الأعمال الفسيفسائية وإنتاجها. شعرت بالحماسة لأنها حظيت بفرصة تعلم مهارة جديدة، ولكنها في الوقت ذاته كانت مترددة. "إنها المرة الأولى التي أعمل فيها شيئاً بهذه الصعوبة. لذا كنت مترددة وخائفة في البداية. ولكن بعد ذلك، قررت أن أتشجع وأشارك في هذا البرنامج لأنه قد يساعدني في إيجاد فرصة عمل".

أسهم البرنامج التدريبي، الذي نفذه معهد مادبا لفن الفسيفساء والترميم، في تدريب 61 لاجئاً سورياً وعاملاً أردنياً، معظمهم من ذوي الإعاقة، وجميعهم متحمسون لتعلم مهارات جديدة تدعم فرص تشغيلهم. 

وأوضحت مها قطاع منسقة شؤون اللاجئين السوريين في منظمة العمل الدولية في الأردن بأن التدريب جزء من الدعم المستمر الذي تقدمه المنظمة لأفراد المجتمعين لإيجاد عمل لائق. وقالت: "منح التدريب المشاركين فرصة لإظهار مواهبهم. وسيساعد ذوي الإعاقة والمشاركين الآخرين في الدخول إلى سوق العمل، ويدعمهم في توليد دخل مستدام من خلال المهارات الجديدة".

نفذ التدريب في إطار مشروع تموله الولايات المتحدة الأمريكية لمساعدة آلاف السوريين والأردنيين في عمان واربد والزرقاء والكرك والمفرق في تعزيز مهاراتهم أو الاعتراف بمهاراتهم الحالية عبر برامج تدريب في قطاعات متنوعة. كما يساعد التدريب اللاجئين السوريين في الحصول على تصاريح عمل تجعل عملهم في الأردن رسمياً.

وقال السوري عبد الإله أحمد، وهو من ذوي الإعاقة الذين عملوا مع رحمة: "شجعنا البرنامج على التفوق وإنتاج الأعمال بدقة أكبر. نود أن يعرف العالم بأن المعاقين قادرون على إظهار أداء متميز جداً في العمل".

وعبرت رحمة أيضاً عن دهشتها من أدائها في هذا التدريب. وقالت: "لم أكن أعلم أنه بإمكاني إنتاج مثل هذه الأعمال الرائعة. أنا فخورة جداً بإنجازاتي".

في نهاية البرنامج، منح المشاركون شهادات صادرة عن معهد مادبا لفن الفسيفساء والترميم تعترف رسمياً بمهاراتهم. وبدأ العديد منهم الآن في البحث عن فرص لتطبيقها وتوليد بعض الدخل.

وها قد طلب مدرس فن الفسيفساء من رحمة إنتاج عمل فسيفسائي طلبه أحد زبائنها. سيكون هذا أول عمل مدفوع تقوم به رحمة. "أنا متحمسة جداً. آمل أن يكون هذا العمل بداية سلسلة من الطلبات، وأن أصبح قادرةً على تأسيس مشروع صغير في منزلي يتيح لي حياة لائقة وسعيدة. أرغب بإخبار المعاقين الآخرين بأن لا يدعوا إعاقاتهم الجسدية تقف في طريقهم. يجب أن يخرجوا ويثبتوا للعالم أن بإمكانهم العمل".