العمل اللائق في الدول العربية

يشكّل تعزيز العمل اللائق في المنطقة الهدف الأساسي لدى المكتب الإقليمي للدول العربية التابع لمنظمة العمل الدولية. فالعمل اللائق يجسّد تطلّعات الأفراد في حياتهم المهنية وآمالهم المعلّقة على الفرص والمداخيل والحقوق والاستقرار العائلي والتطور الشخصي والعدالة والمساواة بين الجنسين بالاضافة الى رغبتهم في ايصال صوتهم والاعتراف بدورهم. ويُعتبر العمل اللائق بأبعاده المتعدّدة مدماكاً للسلام في المجتمعات كما أنّه يعكس اهتمامات الحكومات والعمّال وأصحاب العمل الذين يشكّلون التركيبة الثلاثية التي تتميّز بها منظمة العمل الدولية.

في هذا الإطار، ينفّذ المكتب الإقليمي للدول العربية التابع لمنظمة العمل الدولية في سعيه إلى تقليص أوجه القصور في مجال العمل اللائق برامج ابتكارية تستند إلى أربعة أسس بالغة الأهميّة نظراً لشموليتها ألا وهي: استحداث فرص العمل وتطوير المؤسسات والحماية الاجتماعية والمعايير والحقوق في العمل والحوار الاجتماعي. كما تعتمد هذه البرامج على إعلان منظمة العمل الدولية حول العدالة الاجتماعية من أجل عولمةٍ عادلة لتعيد النظر في السياسات الاقتصادية والمالية واضعةً نصب أعينها الهدف الرئيسي أي الارتقاء بالعدالة الاجتماعية.

وبغية ضمان مقاربةٍ أكثر تشاركيةً وتضمينيةً لتصميم البرامج، تُوطَّد الشراكات الاستراتجية مع الجهات الفاعلة الوطنية والإقليمية والدولية. ومن أجل تعزيز قدرة المنطقة على الصمود في وجه هزّات مالية مقبلة، يجري العمل على تصميم مجموعةٍ من سياسات التدخّل المتكاملة من شأنها أن تعزّز الاستخدام/التشغيل وتوطّد آليات الحماية الاجتماعية وتصوغ سياسات اجتماعية واقتصادية سليمة تستند إلى الحقوق الاجتماعية والحوار الاجتماعي وترتقي بالمساواة بين الجنسين وعدم التمييز وتركّز على التطوّر الشخصي والعمل اللائق.

يُعتبر برنامج العمل اللائق القطري الأداة الأساسية التي تستخدمها منظمة العمل الدولية لتطبيق أجندتها الخاصة بالعمل اللائق وتوفير الدعم للدول. ولهذا البرنامج هدفان رئيسيان فهو يسعى من جهةٍ إلى النهوض بالعمل اللائق باعتباره عنصراً أساسياً ضمن استراتجيات التنمية الوطنية ويحاول من جهةٍ أخرى وضع رصيد المنظمة من المعرفة والمناصرة والتعاون والأدوات في خدمة الأطراف الثلاثة في إطارٍ مبني على النتائج وذلك بغية الارتقاء بأجندة العمل اللائق في سياق ميزة المقارنة التي تتمتّع بها المنظمة.