اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال 2015

دراسةٌ جديدة لمنظمة العمل الدولية تُحذر من الأثر بعيد الأمد لعمل الأطفال

تُظهر دراسة جديدة لمنظمة العمل الدولية ضرورة وضع سياسات متماسكة لمعالجة قضية عمل الأطفال وعدم وجود وظائف لائقة للشباب في وقت واحد.

خبر | ١٠ يونيو, ٢٠١٥
جنيف (أخبار م.ع.د) – تشير دراسةٌ جديدة أعدتها منظمة العمل الدولية بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال إلى أن نحو 20-30 في المائة من الأطفال في الدول ذات الدخل المنخفض يكملون انتقالهم من المدرسة إلى العمل قبل سن 15 عاماً، وأن نسبةً أكبر من ذلك تترك المدرسة قبل ذلك السن.

وتُظهر الدراسة التي تحمل عنوان "التقرير العالمي لعمل الأطفال 2015: تمهيد الطريق نحو العمل اللائق للشباب" بأن الشباب الذين أثقل العملُ كاهلهم وهم أطفال هم دائماً أكثر عرضةً لقبول العمل لصالح الأسرة دون أجرٍ أو العمل في وظائف متدنية الأجور.

وقال غاي رايدر المدير العام لمنظمة العمل الدولية: "تبين دراستنا الجديدة أهمية اتباع منهجية لسياساتٍ متسقة تعالج قضيتي عمل الأطفال ونقص فرص العمل اللائقة للشباب. فإبقاء الطفل في المدرسة وتلقيه لتعليمٍ جيد إلى أن يبلغ على الأقل السن الأدنى للعمل يحدد مصير حياته بالكامل. وهي السبيل الوحيدة للطفل ليكتسب المعارف والمهارات الأساسية الضرورية لمزيدٍ من التعلم ولحياته العملية المستقبلية."

ولمواجهة هذا التحدي، قال كايلاش ساتيارثي الحائز على جائزة نوبل للسلام والذي سيُلقي كلمةً يوم الخميس أمام مؤتمر العمل الدولي الذي تعقده منظمة العمل الدولية: "عندما نتحدث عن أطفالنا، نقول بأنهم وُلدوا ليغدوا أطباء ومهندسين وأساتذة وأن العالم بأسره هو مُلكهم. ولكننا عندما نتحدث عن الأطفال الآخرين، فنحن نقول: "إنهم أطفالٌ فقراء. فليعملوا، وسنساعدهم ببطء". ولكننا نحرمهم من أهم أداتين ضروريتين في عالم اليوم كي ينجحوا وهما التعليم والمعرفة. ويتعين علينا العمل الآن واعتبار جميع الأطفال أطفالنا."

النتائج الرئيسية

تتناول الدراسة تحديين مزدوجين هما القضاء على عمل الأطفال، وضمان العمل اللائق للشباب. وتستقصي الدراسةُ التي نُفِّذت في 12 دولة، المهنَ التي يعمل فيها حالياً بالغون كانوا يعملون وهم أطفالٌ أو تركو المدرسة مبكراً.

وتتمثل النتائج الرئيسية للدراسة في ما يلي:
  • يترافق عمل الطفل مع انخفاض تحصيله العلمي وانخراطه لاحقاً كبالغٍ في مهنٍ لا تلبي المعايير الأساسية للعمل اللائق.
  • يتدنى احتمال حصول من يترك المدرسة مبكراً على وظيفةٍ مستقرة، وهو أكثر عرضةً للبقاء خارج عالم العمل كلياً.
  • ثمة نسبةٌ كبيرة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و17 عاماً في بلدانٍ عديدة تعمل في مهنٍ صُنِّفت على أنها خطرة أو من أسوأ أشكال عمل الأطفال.
  • أولئك العاملون في أعمالٍ خطرة أكثر عرضةً لترك المدرسة قبل بلوغ السن الأدنى القانوني للعمل.
توصي الدراسة بالتدخل المبكر لإيقاف الأطفال عن العمل وإعادتهم إلى المدرسة، فضلاً عن اتخاذ إجراءاتٍ تسهل انتقال الشباب من المدرسة إلى فرص عملٍ لائقة.

وينبغي إيلاء اهتمامٍ خاص بالشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و17 عاماً ويعملون في أعمالٍ خطرة (47.5 مليون شاب)، لا سيما الفتيات والشابات الضعيفات منهم.

وقال رايدر: "يجب توجيه السياسات الوطنية نحو إخراج الشباب من الأعمال الخطرة أو نحو إزالة المخاطر من مكان العمل".

وتشير أحدث تقديرات منظمة العمل الدولية إلى أن عدد الأطفال العاملين في العالم يبلغ 168 مليون طفل، وأن 120 مليون طفل منهم تتراوح أعمارهم بين 5 و14 عاماً. وتشدد الدراسة على الأهمية الكبيرة للتدخل المبكر في حياة الطفل للحؤول دون عمله.

فعاليات اليوم العالمي حول العالم

احتفاءً باليوم العالمي لهذا العام الذي يأتي تحت عنوان "لا لعمل الأطفال – نعم لجودة التعليم", تُنظَّم مئات الفعاليات في زهاء 55 دولة في 12 حزيران/يونيو. وفي جنيف، ينضم كايلاش ساتيارثي ولورينا كاستيلو دي فاريلا السيدة الأولى في بنما إلى حلقة نقاشٍ مع وفودٍ مشاركة في مؤتمر العمل الدولي.

وسيلفت هذا الحدث في جنيف الأنظار إلى حملةٍ جديدة للمصادقة على بروتوكول منظمة العمل الدولية للعمل الجبري الذي أقره مؤتمر العمل الدولي في حزيران/يونيو 2014. وتشير تقديرات منظمة العمل الدولية إلى وجود 5 ملايين طفلٍ عالق في ظروفٍ شبيهة بالعبودية، وإلى أن الغالبية الساحقة منهم لا تحصل على التعليم الأساسي.