حماية الأمومة

أفضل هدية لعيد الأم على الإطلاق

مع احتفال كثير من البلدان بعيد الأم في 11 أيار/مايو، تستعد منظمة العمل الدولية لإصدار تقرير عن حماية الأمومة يغطي الحق في إجازة كافية، وقواعد السلامة، والحماية من التمييز، وساعات الإرضاع الملائمة.

الصوت | ١٣ مايو, ٢٠١٤
يُعتبر تقديم وجبة فطور للأم في سريرها، أو باقة ورود، أو لوحة بألوان زاهية رسمها طفلها عربون تقدير وامتنان لها في عيدها. لكن كثيراً من نساء العالم يَعتبرن أن أفضل هدية في عيدهن هي حماية الأمومة في العمل.

اضطرت ماري هولمز، وهي مُدرسة في إحدى المدارس الثانوية في نيويورك، إلى أخذ إجازة بلا راتب إثر ولادة طفلها الثاني لأنها كانت قد استنفذت جميع إجازاتها المرضية وأيام العطل المتاحة عند ولادة طفلها الأول.

وهي تقول: "أحصل بالتأكيد على استحقاقات الأمومة من خلال مجلس التعليم، لكن المشكلة أنها غير مدفوعة الأجر. ولا يحصل معظم النساء حتى على ذلك، ويضطررن لاتخاذ خيار بترك وظائفهن إذا أردن أخذ إجازة والبقاء مع أطفالهن، وهذا موقف غير عادل توضع النساء فيه."

ويقول التقرير القادم لمنظمة العمل الدولية إن معظم البلدان اعتمد بعض الأحكام المتعلقة بالأمومة، لكن مع ذلك ثمة كثير مما ينبغي القيام به. ويقارن التقرير بين القوانين وأحدث معايير منظمة العمل الدولية، فيجد بأن عدم وجود حماية يشكل تحدياً كبيراً.

وتقول لورا أداتي المشاركة في تأليف التقرير وأخصائية في حماية الأمومة وفي مجال الأسرة والعمل في منظمة العمل الدولية/فرع نوع الجنس والمساواة والتنوع: "أقرت بلدان في جميع أنحاء العالم قوانين تعزز سياسات حماية الأمومة وسياسات الأسرة والعمل. ومع ذلك، تُجبَر النساء على العودة إلى العمل قبل أن يصبحن مستعدات لذلك".

وتُعتبر ماري إحدى الأمثلة البارزة في هذا الشأن. فهي تقول بأن إجازة أمومتها البالغة اثني عشر أسبوعاً لم تكن كافية، وأنه لم يكن لديها خيار سوى العودة للعمل كي تحتفظ بتأمينها الصحي: "لا أعتقد أن من مصلحة أحد إرسال المرأة إلى العمل وهي منهكة ولم تحصل على قسط كافٍ من النوم لأنها تستيقظ ليلاً كل ثلاث ساعات كي ترضع طفلها. فذلك يؤثر على الإنتاجية، وهذا ما حدث معي. لقد كنت أتأخر على العمل لاضطراري للعناية بطفلي. وتعين علي وضع ابني في الروضة عدداً من المرات أكثر مما أرغب، كما اضطررت إلى أخذ إجازات أكثر مما كنت أرغب فيه لأن ابني مرض في أول مرة ذهب فيها إلى الروضة".

وتُعتبر حماية الأمومة، سواء في البلدان النامية أم المتقدمة، حقاً أساسياً نصت عليه المعاهدات العالمية الأساسية لحقوق الإنسان، وهي في صميم المساواة بين الجنسين التي يستفيد منها جميع أفراد المجتمع. ولكن كي تتحقق هذه المساواة، ينبغي توفير حماية الأمومة، مثلاً في مجالات الإجازة، وأنظمة السلامة، والحماية ضد التمييز، وساعات الإرضاع الملائمة. ومن الضروري جداً أيضاً توفير مكاسب للآباء، وروضات، وغيرها من سياسات الأسرة والعمل.

وتضيف ماري موافقة: "أرى أنه من الضروري أن تحصل المرأة على استحقاقات الأمومة كي لا تضطر إلى الاختيار بين الحصول على أسرة أو على عمل، ولأن معظمنا أيضاً يعتمد على عمله لتأمين متطلبات الأسرة، ومن الضروري لنا الحفاظ على تلك الأعمال".

وتحث منظمة العمل الدولية الحكومات على تنفيذ سياسات تضمن حماية الأمومة كي يستفيد الجميع منها، بمن فيهم أمهات مثل ماري.