اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال لعام 2017

في النزاعات والكوارث، يجب حماية الأطفال من عمل الأطفال

"الأطفال في المناطق المتضررة من النزاعات والكوارث من أكثر الفئات عرضة للخطر. لذا، ينبغي عدم التخلي عن أي منهم."

بيان | ٠٩ يونيو, ٢٠١٧
© A. Gonzalez Farran / UNAMID
بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال، نعيد التأكيد على مأزق الأطفال العالقين في النزاعات والكوارث، والمعرضين بشكلٍ خاص لخطر عمل الأطفال.

ففي المناطق المتضررة من النزاعات والكوارث، تتعرض المنازل والمدارس للتدمير. وتفقد الكثير من الأسر سبل عيشها، وتتعطل أنظمة حماية الأسرة والحماية الاجتماعية، ويزداد خطر عمل الأطفال. يعتبر اللاجئون والمهاجرون الأطفال، ولا سيّما الذين يغادرون بمفردهم وينفصلون عن أسرهم، ضعفاء للغاية ويصبحون فريسة سهلة للاتجار بالبشر وعمل الأطفال.

ويعتبر الأطفال المتبقون عرضة بشكل أكبر لأسوء أشكال عمل الأطفال بما فيها العمل في المناجم أو التنقيب عن المعادن في المناطق التي مزقتها الحروب أو إزالة الأتربة والركام أو العمل في الشوارع. وقد يصل الأمر إلى مشاركتهم في الحرب إلى جانب المقاتلين البالغين. وتقوم القوى أو المجموعات المسلحة باستخدامهم كجواسيس ومساعدين وحمالين، ويصبحون ضحايا للاستغلال الجنسي والمعاملة السيئة.

لجميع الأطفال الحق في الحماية من عمل الأطفال. ومع ذلك، ما زال هناك 168 مليون طفل يعملون، وبينهم 85 مليون في أعمال خطرة.

نواجه اليوم أكبر أزمة لاجئين منذ عقود. وتتحمل الدول المجاورة المضيفة جزءاً ضخماً من مسؤولية العالم في توفير الحماية والدعم للأطفال وأسرهم. يجب بذل المزيد لتشارك المسؤولية بإنصاف في حماية اللاجئين، ودعم الدول الواقعة على خطوط التماس مع المناطق المتضررة لتتمكن من ضمان دخول اللاجئين البالغين إلى سوق العمل، وحصول أطفالهم على التعليم.

بموجب الهدف 8-7 من أهداف التنمية المستدامة 2030، تلتزم جميع الدول بإنهاء عمل الأطفال بجميع أشكاله بحلول عام 2025. ولا يتحقق هذا الهدف إلا بتخليص جميع الأطفال من هذا الخطر مهما بلغت صعوبة الظروف. وعلى الرغم من أن المجتمع الدولي يولي هذا التحدي اهتماماً متزايداً، ثمة حاجة لفعل المزيد.

تعمل منظمة العمل الدولية بشكل وثيق مع شركائها من حكومات وأصحاب عمل وعاملين، ومع منظمات دولية أخرى، والمجتمع المدني، ووسائل الإعلام لدعم الأطفال المتضررين من عمل الأطفال أثناء النزاعات والكوارث. وقد سُحب أطفال من هايتي وماينمار ونيبال وجمهورية الكونغو الديمقراطية من عمل الأطفال، ووجدوا بديلاً في تعليم عالي الجودة.

صادقت 169 دولة عضواً على اتفاقية الحد الأدنى لسن الالتحاق بالعمل (رقم 138 لعام 1973) و180 دولة على اتفاقية حظر أسوء أشكال عمل الأطفال (رقم 182 لعام 1999). وسأحظى غداً بشرف استلام مصادقة الهند على كلا الاتفاقيتين. هذه الخطوة الكبيرة نحو المصادقة العالمية الشاملة تعني أن جميع أطفال العالم تقريباً سيصبحون مشمولين بالاتفاقية رقم 182، وأن تغطية الاتفاقية رقم 138 ستقفز من 60 إلى 80 بالمئة. ومع قرب المصادقة العالمية شبه الشاملة على اتفاقية حقوق الطفل، يرسل كل ذلك رسالة باهرة عن قضيتنا ومعاييرنا المشتركة لحماية حقوق الإنسان للأطفال.

في أيلول/سبتمبر 2016، أطلقت منظمة العمل الدولية مع شركائها التحالف 8-7 وهو شراكة عالمية تهدف إلى إنهاء عمل الأطفال، والعمل القسري، والعبودية العصرية، والاتجار بالبشر عبر تدابير ملموسة. يدعم البرنامج الدولي للحد من عمل الأطفال، وهو أحد أبرز برامج المنظمة، الدول الأعضاء والشركاء الاجتماعيين في جهودهم لمواجهة هذا التحدي. وفي أيلول/سبتمبر 2017، ستنشر منظمة العمل الدولية، مع شركاء آخرين، تقديرات عالمية جديدة، والتقرير العالمي لعمل الأطفال. وتتقدم المنظمة بالشكر إلى الأرجنتين التي تستضيف المؤتمر العالمي الرابع بشأن عمل الأطفال في تشرين الثاني/نوفمبر من هذا العام، وتدعم التحضيرات بشكل فاعل.

لذا، أينما كنت في العالم، شاركنا الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال. ليس لدينا وقت نضيعه. فقد حان الوقت لتكثيف جهودنا الرامية إلى تسريع التقدم نحو إنهاء جميع أشكال عمل الأطفال.