منظمة العمل الدولية وشركاؤها يطلقون حملة وطنية لمواجهة أسوأ أشكال عمل الأطفال في العراق

تجمع الحملة شركاء متنوعين للتوعية بالأخطار المتزايدة لعمل الأطفال، وتحشد جهودهم للوصول إلى قلب المجتمعات المحلية الأكثر تضرراً من تنامي ظاهرة عمل الأطفال في العراق.

بيان صحفي | ١١ مايو, ٢٠٢١
بغداد، العراق (أخبار م. ع. د) - أطلقت منظمة العمل الدولية وشركاؤها حملة وطنية لمواجهة أسوأ أشكال عمل الأطفال في العراق. تستهدف الحملة 10,000 طفل وأسرهم وأولياء أمورهم، والمدرسين، وأصحاب العمل، ووسائل الإعلام عبر سلسلة نشاطات تهدف إلى التوعية بالأخطار المتزايدة لعمل الأطفال، وحشد جهودهم للوصول إلى قلب المجتمعات المحلية الأكثر تضرراً من تنامي ظاهرة عمل الأطفال في البلد، وتشجيع نشاطات ترفع صوت المتضررين من هذه المشكلة.

خلال اجتماع عبر الانترنت، ناقش ممثلون بارزون من وزارة العمل والشؤون الاجتماعية في العراق وإقليم كردستان العراق، وممثلون عن شركاء التنفيذ المحليين لمنظمة العمل الدولية، وجمعية التحرير للتنمية، ومنظمة أنقذوا الأطفال في إقليم كردستان الجهود المشتركة لتنفيذ الحملة ونشاطاتها.

وقالت د. مها قطاع المنسق القطري لمنظمة العمل الدولية في العراق: "أُعلن عام 2021 بوصفه العام الدولي للقضاء على عمل الأطفال، وحملتنا في العراق جزء من هذه الجهود العالمية لمكافحة عمل الأطفال. ونأمل أن تحقق هذه الحملة، بفضل دعمكم وتوصياتكم وتعاونكم، أثراً كبيراً ودائماً على الأرض. نريد أن نتكلم بصوت واحد ضد أخطار عمل الأطفال، ونعقد شراكات أوسع، مع القطاع الخاص مثلاً، لمعالجة هذه المشاكل".

تنامت ظاهرة عمل الأطفال في العراق في السنوات الأخيرة نتيجة عوامل عديدة كالنزاع المسلح والنزوح والتحديات الاقتصادية التي فاقمتها جائحة كوفيد-19 التي أجبرت عدداً متزايداً من الأطفال على العمل.

تهدف الحملة إلى توعية السكان المحليين بالآثار السلبية لعمل الأطفال، وبالمحصلة، تغيير سلوك المجتمع والمؤسسات على حد سواء. قد لا تكون الحملة قادرة على إزالة هذه العوامل، ولكنها تهدف إلى جعل عمل الأطفال غير مقبول، وجعل معالجته أولوية بالنسبة للسلطات المسؤولة، ورفضه أولوية بالنسبة للشركات.

وقال السيد رائد جبَّار باهض مدير عام دائرة العمل والتدريب المهني في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية: "ينفذ قسم التفتيش في وزارتنا حملة لمواجهة أسوأ أشكال عمل الأطفال، ونأمل أن تسهم هذه الجهود مع الجهود الأخرى في إكمال النشاطات التي تنفذها منظمة العمل الدولية في إطار الحملة".

وقال الدكتور عارف هيتو، مدير عام وزارة العمل والشؤون الاجتماعية في إقليم كردستان العراق: "نحن جاهزون للتنسيق والدعم والمشاركة في حملة التوعية. ولكن يجب أن تراعي هذه الحملات المستوى الاجتماعي، وتضمن توفير بدائل للأطفال وأسرهم".

سيتم توجيه الحملة عبر أدوات منظمة العمل الدولية الحالية لمكافحة عمل الأطفال بما في ذلك برنامج دعم حقوق الأطفال من خلال التعليم والفنون والإعلام، وهو مبادرة تعليمية واجتماعية لمساعدة المدرسين في جميع أنحاء العالم في تعزيز وعي الشباب بمشكلة عمل الأطفال، وكذلك عبر مجموعة الأدوات المشتركة بين الوكالات التي أطلقت مؤخراً لتوجيه الأطراف الإنسانية الفاعلة والوكالات الدولية الأخرى لمنع ومواجهة عمل الأطفال بفعالية في العمل الإنساني. وسيتم تعديل هذه الأدوات لتناسب الوضع في العراق، واستخدامها في نشاطات عديدة تشمل حملات على وسائل التواصل الاجتماعي ومبادرات لتوعية السكان.

تدعم الحملة الجهود الجارية لربط الأطفال وأسرهم مع آليات الدعم الحالية. وتكمل النشاطات التي تنفذها منظمة العمل الدولية وشركاؤها لمواجهة عمل الأطفال. فمثلاً، تنفذ منظمة العمل الدولية حالياً مشروعاً لمكافحة أسوأ أشكال عمل الأطفال بين اللاجئين السوريين، والنازحين، والفقراء في المجتمعات المضيفة في العراق بدعم من البرنامج الأوروبي الإقليمي للتنمية والحماية (2) في لبنان والأردن والعراق، وهو مبادرة أوروبية مشتركة تنفذها جمهورية التشيك والدنمارك والاتحاد الأوروبي وإيرلندا وسويسرا.

صادق العراق على الاتفاقية رقم 138 لعام 1973 بشأن الحد الأدنى لسن الاستخدام، والاتفاقية رقم 182 لعام 1999 بشأن حظر أسوأ أشكال عمل الأطفال والتدابير الفورية للقضاء عليها والتي تعتبر محورية في مكافحة عمل الأطفال. وفي كانون الأول/ديسمبر 2019، أطلقت منظمة العمل الدولية برنامجاً وطنياً جديداً للعمل اللائق في العراق للفترة 2019-2023 بالشراكة مع الحكومة وشركائها الاجتماعيين. بموجب هذا البرنامج، تعمل منظمة العمل الدولية مع الحكومة ومنظمات العمال وأصحاب العمل لدعم المبادرات الوطنية الرامية إلى تعزيز التشغيل والحقوق في العمل والحوار والتماسك الاجتماعيين بما في ذلك تبني إطار فعال لمواجهة عمل الأطفال.