منظمة العمل الدولية ومعهد فافو يطلقان تقييم سريع لأثر جائحة فيروس كورونا على العمال في الأردن

يسلط التقييم الضوء على ظروف العاملين الهشة أثناء الاغلاق وخصوصاً العاملين بشكل غير منظم، بما في ذلك اللاجئين السوريين.

بيان صحفي | ٠١ مايو, ٢٠٢٠
 
عمان ، الأردن (أخبار م.ع.د) أطلقت منظمة العمل الدولية ومعهد فافو للعمل والبحوث الاجتماعية نتائج تقييم سريع يوم الجمعة (1 مايو) ، يدرس تأثير جائحة فيروس كورونا على الفئات الضعيفة في سوق العمل الأردنية بمن فيهم الأردنين واللاجئين السوريين والنساء والعمال في الاقتصاد غير المنظم.

ويستند التقييم ، الذي نُشر في يوم العمال العالمي ، إلى عينة مختارة من 1580 مستجيباً يشمل العمال والباحثين عن عمل ، الذين تلقوا الدعم أو شاركوا في خطط البرامج والمشاريع التي نفذتها منظمة العمل الدولية في الأردن.

إن الهدف من التقييم هو استكشاف بعض الآثار المباشرة لجائحة كورونا على الوضع الوظيفي للعمال في الأردن ، وتوفير دراسة تكون الأساس لتقييم الآثار طويلة المدى على هؤلاء العمال من خلال مسوحات المتابعة في الشهور القليلة القادمة.

قامت الدراسة بتسليط الضوء على الوضع الوظيفي للأفراد قبل عملية الإغلاق وأثناءها ، والآثار المترتبة على سبل معيشتهم نتيجة للتغيرات في وضعهم الوظيفي وأزمة جائحة فيروس كورونا بشكل عام ؛ فضلا عن آليات التكييف التي يتخذها الأفراد وأسرهم للتعامل مع الأزمة. وتغطي الدراسة عينة من العاملين في مختلف القطاعات ، بما في ذلك البناء والتصنيع والزراعة وقطاع الخدمات.

تسلط نتائج الدراسة الضوء على الوضع الهش للعاملين بشكل غير منظم نتيجة لإجراءات الإغلاق التي تهدف إلى احتواء جائحة فيروس كورونا في الأردن. وقد كان اللاجئون السوريون الذين شملهم الاستطلاع من بين الأكثر تضرراً نتيجة وضعهم غير المنظم إلى حد كبير - سواء فيما يتعلق بعدم توفر عقود مكتوبة و تغطية الضمان الاجتماعي وتغطية التأمين الصحي و تصاريح العمل.

ما يقرب من نصف المستطلعين (47 في المائة) الذين كانوا يعملون قبل الاغلاق، أصبحوا عاطلين عن العمل حاليًا. ومن بين هؤلاء ، تم فصل 13 في المائة بشكل دائم ، في حين تم تسريح 18 في المائة مؤقتًا و 16 في المائة في إجازة مدفوعة الأجر.
كما ان ثلث السوريين الذين شملهم الاستطلاع كانوا يعملون في وظائف قبل الأزمة فقدوا وظائفهم بشكل دائم ، مقارنة بـ 17 في المائة من الأردنيين الذين شملهم الاستطلاع.

في آذار/مارس ، تم تخفيض متوسط ​​الأجور الشهرية لكل من العمال الأردنيين والسوريين الذين شملهم الاستطلاع بأكثر من 40 في المائة. وقد أفيد أن هذا الانخفاض في الدخل يرجع إلى انخفاض ساعات العمل بالإضافة إلى فصل بعض العمال من وظائفهم على أساس دائم. وقد أفاد عدد كبير من المجيبين الأفراد أن دخل أسرهم انخفض ، لا سيما أولئك الذين يعملون في القطاع غير المنظم .

كما يستكشف التقييم الوضع الوظيفي للمرأة ، حيث تعمل أغلبية النساء في العينة في القطاع الصناعي ، وهو قطاع منظم إلى حد كبير. وتشير النتائج إلى أن النساء في العينة تم تغطيتهن بشكل أفضل من حيث حماية الأجور والضمان الاجتماعي نتيجة للعمل في وظائف منظمة أكثر من الرجال. كما بحثت الدراسة التقيمية أيضًا في زيادة المسؤوليات العائلية أثناء الإغلاق لأفراد الأسرة ، بما في ذلك مسؤوليات رعاية الأطفال، حيث كانت الزيادة في المسؤوليات أعلى بكثير بين النساء المستجيبات من الرجال.
 
قالت مها قطاع، المستشارة الاقليمية للاستجابة للأزمات في منظمة العمل الدولية: "من الواضح من نتائج هذه الدراسة أن إضفاء الطابع المنظم والعمل اللائق هما أكثر الإجراءات فعالية لدعم وحماية العمال قبل وأثناء وبعد الأزمات" . "خلال فترة الإغلاق ، أظهرت عينة النساء اللواتي شملهن الاستطلاع أنهن أكثر صموداً من الرجال لأن غالبية العاملات اللاتي شملهن الاستطلاع يعملن في الاقتصاد المنظم ، لديهم عقود مكتوبة وإجازة مدفوعة الأجر ومشمولين بالضمان الاجتماعي والأجر المنتظم."

"كجزء من الاستجابة العاجلة لتلبية احتياجات العاملين في الاقتصاد غير المنظم ، نوصى بمراجعة آليات الاستجابة التي اتخذتها الحكومة الأردنية للتخفيف من تأثير وباء كورونا، باستمرار للتأكد من أنها تحتوي الجميع ولا تترك أحد خلفها."

يقترح التقرير مجموعة من التوصيات للمساعدة على الاستجابة بشكل أفضل للتأثير السلبي لـجائحة فيروس كورونا على سوق العمل. وهذا يشمل معالجة تحديات سوق العمل السابقة للخروج ، وبشكل رئيسي تلك التي تتسم بطابع غير منظم عالٍ ، من خلال الانتقال الشامل والتدريجي من الاقتصاد غير المنظم إلى الاقتصاد المنظم ، الذي يأخذ في الاعتبار مصالح العمال وأصحاب العمل على حد سواء.

هذه الدراسة التقيميية هي جزء من سلسلة دراسات حول تأثير جائحة فيروس كورونا على أسواق العمل في الأردن ولبنان والعراق.