من النزاع إلى التعافي: تعزيز العمل اللائق في العراق

أسست منظمة العمل الدولية أول مكتب قطري لها في بغداد قبل سنة من اليوم. مها قطّاع تستعرض سنتها الأولى بوصفها منسقة قطرية لمنظمة العمل الدولية في العراق، وتلقي الضوء على كيفية تعاون المنظمة مع شركائها لتعزيز التشغيل ومبادئ العمل اللائق في البلاد.

تحليل | ١٦ مارس, ٢٠٢١
مها قطاع- المنسقة القطرية لمنظمة العمل الدولية في العراق
ما أهم التحديات والفرص التي واجهتها منذ وصولك إلى بغداد؟

وصلت إلى بغداد بصفتي المنسقة القطرية لمنظمة العمل الدولية قبل عام، عندما أسسنا مكتب التنسيق فيها. على المستوى الشخصي، كان هناك العديد من التحديات والفرص. كانت التحديات الرئيسية تتعلق بقضايا الأمن والتنقل، والتي تدهورت بسرعة مع اندلاع جائحة كوفيد-19.

ولكن بالمقابل، برز العديد من الفرص: فرص لتشكيل فريقنا القطري، وإقامة علاقات جديدة مع الشركاء والهيئات المكونة ومع وكالات الأمم المتحدة الأخرى، وحشد الموارد وبناء مشاريع جديدة، والاستفادة من خبراتنا في المنطقة لتلبية احتياجات سوق العمل والشعب العراقي.

ويعد العراق من أكبر البلدان العربية التي تعمل فيها منظمة العمل الدولية، ويبلغ عدد سكانه قرابة 40 مليون نسمة. وهو بلد شاسع، مشهور بحضارته الأصيلة وتراثه المتجذر، وبموارده الطبيعية وإمكاناته اللامتناهية.

وبسبب عقود من النزاعات والنزوح الجماعي للسكان، فإن حاجة العراق إلى المساعدة الإنسانية كانت تفوق احتياجات التنمية لسنوات عديدة. ولكن هناك اليوم حاجة ملحة لتحقيق التعافي والتنمية في إطار إعادة الإعمار بعد النزاع.

وهنا يأتي دور منظمة العمل الدولية.

يركز برنامجنا القطري للعمل اللائق على ثلاثة مجالات رئيسية للدعم: ضمان دعم تنمية القطاع الخاص لإيجاد فرص عمل جديدة؛ وتوسيع نطاق الحماية الاجتماعية وتعزيزها ومعالجة عمل الأطفال؛ وتحسين الحوار الاجتماعي لتعزيز الحقوق في العمل.


كيف تعمل منظمة العمل الدولية مع الشركاء للمساعدة في تعزيز فرص العمل اللائق للمجتمعات الضعيفة في العراق؟

إيجاد فرص العمل أولوية رئيسية، خاصة في ظروف النزوح القسري، لدعم المجتمعات الضعيفة لتصبح أكثر اعتماداً على الذات. العمل كرامة، والناس يريدون أن يحققوا الاكتفاء الذاتي ويعتمدون على أنفسهم ويعيلون أسرهم. وأحد جوانب خطة الحكومة للمساعدة في خلق فرص عمل لمواجهة الصدمات الاقتصادية هو إيجاد فرص عمل من خلال مشاريع الأشغال العامة.

تنفذ منظمة العمل الدولية مشاريع برنامج الاستثمار كثيف العمالة لتوفير فرص عمل تحتاجها الفئات الضعيفة بشدة ولدعم تطوير البنية التحتية المحلية. ومن خلال هذه المشاريع، نبني نهجاً متكاملاً لهذا البرنامج، يصبح فيه العمال قادرين على بناء مهارات يحركها الطلب وإيجاد فرص عمل في القطاع الخاص على المدى الطويل من خلال خدمات التوظيف مثل مطابقة الوظائف والاستشارات المهنية الإلكترونية. نحن نعمل على إعداد إجراءات عمل قياسية للبرنامج، لتوفير نظام استثمار متكامل كثيف العمالة يساعد في التحول من نهج الأنشطة القائمة على النقد في حالات الطوارئ إلى توفير فرص عمل أكثر إنتاجية واستدامة.

نريد أيضاً تشجيع رواد الأعمال من الشباب والنساء على تأسيس منشآت صغيرة خاصة بهم وسنساعد في تدريبهم على كيفية تأسيسها وإدارتها، باستخدام بعض برامج التدريب على ريادة الأعمال ومحو الأمية المالية في منظمة العمل الدولية، وأيضاً ربطهم مع الخدمات المالية.

لذا، يعتبر خلق فرص العمل نقطة دخول أساسية للربط بين الأولويات الرئيسية، كتطوير المهارات وتعزيز الحماية الاجتماعية وتطوير القطاع الخاص، من خلال مشاريع متنوعة تسمح بإيجاد وظائف آمنة ومستدامة ولائقة.

كيف أثر كوفيد-19 على أولويات منظمة العمل الدولية وتنفيذها في العراق؟

لقد مكنتنا أزمة كوفيد-19 من إدراك أن جميع أولوياتنا يجب أن تكون مترابطة ضمن نهج متكامل، من أجل المساهمة في نظرية شاملة للتغيير تلبي احتياجات سوق العمل والتشغيل الحالية وكذلك احتياجات البلاد إلى العمل اللائق في المدى البعيد.

وسمحت لنا الأزمة أيضاً برؤية أنه رغم جميع القيود المادية التي تمنعنا من أداء عملنا بالطرق التقليدية المعروفة، فإنه لا حدود لطموحنا وإصرارنا على النجاح. يجب أن نبقي قلوبنا وعقولنا منفتحة دوماً على الأفكار الجديدة والمبتكرة التي تساعد في تحقيق أهدافنا في دعم العاملين والمؤسسات التي توظفهم.

شاهد واستمع إلى مقابلة حديثة مع مها قطّاع عبر الإنترنت أجراها مكتب منظمة العمل الدولية في واشنطن: من النزاع إلى التعافي : إيجاد فرص عمل لائقة في العراق