اللجان العمالية تلعب دوراً حاسماً في ضمان سلامة عمال المزارع في الأردن

يعمل عدد من اللجان العمالية، التي تأسست في الأردن بدعم من منظمة العمل الدولية، على توعية عمال المزارع بمخاطر وباء كوفيد-19، وضمان تطبيق تدابير مناسبة لحمايتهم من الإصابة به.

مقالة | ١٨ مايو, ٢٠٢٠
عمَّان، الأردن (أخبار م. ع. د) - بدأت معظم قطاعات الأعمال في الأردن باستئناف عملها تدريجياً في شهر أيار/مايو بعد الإغلاق الذي فرضته الحكومة طوال شهرين للحد من انتشار فيروس كورونا.

يترافق هذا الافتتاح الحذر مع شروط صارمة في التباعد الاجتماعي والسلامة، مثل ارتداء الكمامات والقفازات في كافة الأوقات.

كان العاملون في الزراعة من أوائل الذين اضطروا للتأقلم مع هذه التغييرات في العمل، لأن الكثير منهم واصل العمل أثناء الإغلاق لضمان عدم توقف إمدادات الغذاء في البلد.

يملك أيمن أبو كشك مزرعة في مدينة المرفق تشغل 60 عاملاً بينهم أردنيون ولاجئون سوريون ومهاجرون مصريون. وهو يزرع كافة أنواع المحاصيل كالعنب والأجاص والزيتون والطماطم وغيرها. ويقول بأن على مزرعته التكيف بسرعة مع التغييرات تطبيقاً لتعليمات الحكومة.

يقول أيمن: "عاملونا متعاونون جداً. عملنا مع لجتنا العمالية لتوعية العمال بالمسموحات والممنوعات، كالتباعد لمسافة مترين أثناء العمل في الحقول، وعدم التجمع في مكان واحد. ووزعنا كمامات وقفازات على الجميع وتأكدنا من إطلاعهم على المبادئ التوجيهية الجديدة".

مزرعة أبو كشك واحدة من 24 مزرعة بدأت منظمة العمل الدولية العمل معها منذ سنوات قليلة عبر مبادرات تهدف إلى تحسين ظروف معيشة وعمل العمال الزراعيين. وتشمل هذه المبادرات تقديم بيوت مسبقة الصنع للأسر التي تعيش في مخيمات مؤقتة في المزارع أو بالقرب منها لتحسين ظروف معيشتهم، وتحسين تدابير الصحة والسلامة المهنية في المزارع.

كما تشمل أيضاً تشكيل لجان عمالية من ممثلي العمال وتهدف إلى مساعدتهم في التعبير عن احتياجاتهم ومخاوفهم. وتلعب هذه اللجان منذ تفشي وباء كوفيد-19 دوراً حاسماً في ضمان تطبيق العمال وأصحاب العمل تدابير صحة وسلامة مناسبة في المزارع.

  
يعمل العامل السوري فرحان صطوف في مزرعة أبو كشك منذ خمس سنوات، ويرأس اللجنة العمالية فيها. ويقول إن اللجنة، بالتنسيق مع مالك المزرعة، تتخذ خطوات عديدة لضمان سلامة جميع العاملين.

يقول فرحان: "دور اللجنة بشكل عام هو الإشراف على احتياجات العمال ومخاوفهم كالأجور والسكن والسلامة. تجتمع اللجنة كل شهر مع صاحب المزرعة لمناقشة القضايا الملحة الطارئة". ويضيف: "نعمل منذ تفشي وباء كوفيد 19 باستمرار مع عمال المزارع لتوعيتهم مع أفراد أسرهم الذين يعيشون في المزارع بمخاطر الفيروس. ونتأكد من امتلاكهم ملابس حماية مناسبة، وتعقيم منازلهم بشكل دوري".

ساهمت منظمة العمل الدولية، حتى الآن، في تشكيل 21 لجنة تضم 113 عضواً من الجنسين، ومن جنسيات مختلفة في 24 مزرعة مشمولة بمشاريع المنظمة.

ومنذ تفشي الوباء، توزع منظمة العمل الدولية على اللجان العمالية مقاطع سمعية وبصرية عبر الانترنت بشأن تدابير الصحة والسلامة، والتحديثات التي تقدمها وزارتا الصحة والعمل. وتعقد اجتماعات عبر الشبكة مع اللجان لمناقشة التحديات التي تواجه اليد العاملة، وتقديم الدعم لعمال المزارع ومالكيها.

تقول مها قطاع، أخصائية مواجهة الأزمات في المكتب الإقليمي للدول العربية في منظمة العمل الدولية: "نعمل مع اللجان العمالية في المزارع لتلبية احتياجات العمال الطارئة، ولا سيما الحماية، كتقديم معدات الحماية الشخصية". وتضيف: "نعكف على إعداد دليل للصحة والسلامة المهنية لقطاع الزراعة لمواجهة وباء كوفيد-19 بالتعاون مع شركائنا، ويسهم هذا في اتخاذ التدابير اللازمة لضمان صحة وسلامة عمالهم".

تأتي جهود تحسين ظروف معيشة وعمل عمال المزارع في الأردن في إطار المبادرات التي تمولها الحكومة الهولندية لتعزيز العمل اللائق والإنتاجية في القطاعات التي تشغل اللاجئين والعمال المهاجرين والأردنيين الضعفاء. 

لمزيد من المعلومات عن نشاطات المشروع، انظر:
تعزيز العمل اللائق في قطاع الزراعة في الأردن: نموذج التزام
شراكات لتحسين آفاق النازحين قسرياً والمجتمعات المضيفة (آفاق)